تشريح الجهاز المناعي : مقياس علم التشريح الرياضي
- مقدمة :
جهاز المناعة هو
نظام يحمي الجسم من التأثيرات البيئية الداخلية والخارجية الضارة كالبكتيريا والفيروسات
والخلايا الخبيثة .
حيث ان للجهاز المناعي دور كبير في
جسم الإنسان فهو يحميه من الأمراض، تعرف على هذا الجهاز وأجزاءه بالتفصيل من خلال
تصفح هذا القسم من ويب طب، كما ستجد هنا أبرز الاضطرابات والحالات المرتبطة به
وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى نصائح وطرق تعزيز صحة وسلامة هذا الجهاز .
حقائق حول الجهاز المناعي : حيث يُمثّل
الجهاز المناعي أحد أجهزة الجسم التي تلعب دوراً مُهمّاً في الوقاية من الأمراض
ومسبّباتها، فهو ضروريّ من أجل الحفاظ على الصحة، والبقاء على قيد الحياة، فبدونه
يُصبح الجسم أكثر عُرضةً للإصابة بالفيروسات، والبكتيريا، والطُفيليّات، وأمراضٍ
أُخرى، وفي الحقيقة يتكوّن الجهاز المناعيّ من مجموعةٍ مُختلفة من الخلايا،
والأنسجة، والبروتينات، والأعضاء، موزّعة في جميع أنحاء الجسم، وبشكلٍ عام، تَكمُن
أهميّة الجهاز المناعي في قُدرته على التمييز بين أنسجة الجسم السليمة والأنسجة
الغريبة، بالإضافة إلى قُدرته على التعرّف على الخلايا الميتة والخلايا التي تحتوي
على أخطاء ويقوم بإزالتها، فهو يبحث باستمرار عن أيّ عوامل تغزو الجسم ومن ثمّ
يقوم بمُهاجمتها بشكلٍ مُعقّد والقضاء عليها، ومن الجدير بالذكر أن للإنسان ثلاث
أنواع من المناعة، وهي: المناعة الفطرية ، والمناعة التكيفية، والمناعة السلبية.
نظرة عامة حول جهاز المناعة يتألف :
جهاز
المناعة أو الجهاز المناعي من شبكة معقدة من الخلايا، والأنسجة، والأعضاء في جسم
الإنسان، وهو الجهاز المسؤول عن حماية الجسم من العدوى والمواد التي قد تضر الجسم
عن طريق التعرف على المستضدات الغريبة والاستجابة لها، وهي مواد توجد على سطح
الأجسام الضارة التي تدخل الجسم؛ حيث يعمل الجهاز المناعي على القضاء أو محاولة
القضاء على هذه المواد التي تحتوي على مستضدات على سطحها، ويجدر بالذكر أنّ
المستضدات توجد على سطح المواد الحية التي تدخل الجسم مثل: الخلايا الغريبة،
والفيروسات ، والفطريات، والبكتيريا أو المواد غير الحيَّة مثل: السموم، والمواد
الكيميائية، والجسيمات الغريبة، ومن الجدير بالذكر أنَّ خلايا جسم الإنسان ذاته
تحتوي على سطحها على مستضدات، لكنّ الفرق في أنّ الجهاز المناعي يتعرّف عليها على
أنّها أجسام طبيعية وليست دخيلة، ولا يقوم بتفعيل عملية الاستجابة المناعية
تجاهها؛ أي لا يقوم بمحاربتها في الوضع الطبيعي، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الجسم
يمتلك عدة طرق أخرى إلى جانب جهاز المناعة لحمايته من مسببات العدوى، وفيما يأتي
بيان هذه الطرق:
* تدعى
المناعة المكتسبة حيث تنقسم الى :
الجلد: يُعدّ الجلد حاجزاً ضد دخول الماء والأجسام
المُمرِضة، ويفرز زيتاً مضاد للبكتيريا. الرئتان: حيث تفرز الرئتان المخاط
المُسمّى بالبلغم، الذي يحتجز الأجسام الغريبة والممرضة، وتعمل شعيرات صغيرة تسمى
الأهداب على تحريك البلغم للأعلى ليتم إخراجه من الجسم عن طريق السعال.
القناة
الهضمية: حيث
تحتوي البطانة المخاطية للقناة الهضمية على أجسام مضاد، كما يقوم الحمض الموجود
بالمعدة بقتل معظم الجراثيم. طرق دفاعية أخرى: والتي تتضمن سوائل الجسم مثل:
الدموع واللعاب، والتي تحتوي على انزيمات مضادة للبكتيريا، والتي بدورها تساعد على
التقليل من خطر الإصابة بالعدوى،كما يساعد التفريغ المستمر الطبيعي للمسالك
البولية والأمعاء على حماية الجسم من العدوى
خطوط الدفاع المتتالية
:
طبقات أنظمة
المناعة |
|
استجابة غير متخصصة |
استجابة متخصصة لمستضدات و مسببات مرض |
التعرض للإصابة
يقابل باستجابة مضادة شديدة فورية |
استجابة
المقاومة تستغرق وقتا من بعد الإصابة |
جزئيا مناعة خلوية و مناعة خلطية |
جزئيا مناعة خلوية و مناعة خلطية |
لا توجد ذاكرة
مناعية |
التعرض لمرض
يؤدي إلى ذاكرة مناعة |
توجد في جميع
الكائنات الحية |
توجد فقط في
الحيوانات ذات الفك |
يحمي نظام
مناعة الكائن الحي من الإصابة بأمراض بعدد من خطوط الدفاع المتتالية مختلفة التخصصات.
فمثلا الجلد كنظام مناعة طبيعي يمنع دخول مسببات المرض من بكتيريا أو فيروسات من دخول
جسم الكائن الحي. فإذا حدث أن اخترق أحد مسببات المرض حاجز الجلد، فإن جهاز مناعة العائل
يقوم بمقاومة المرض. وتوجد أنظمة المناعة الطبيعية في جميع النباتات والحيوانات.
فإذا انتشرت مسببات المرض في العائل، فإن الحيوانات الفقرية تمتلك خطا ثانيا لمقاومة
الغزاة من مسببات المرض: ذلك هو نظام المناعة المكتسبة، وهو ينشط ويقوم بالمقاومة.
ويتحسس نظام المناعة من خلال إصابة بعدوى لتحسين تعرفه على مسبب للمرض. وهذا يحسن من
استجابة الجسم لمقاومة الدخيل بعد القضاء عليه، عن طريق تكوين ذاكرة مناعة، فإذا أصاب
مسبب المرض الجسم مرة أو مرات أخرى فيكون نظام المناعة مستعدا وينقض عليه بعنف لمقاومة
هذا الدخيل..
كلتا المناعتان :
المناعة الذاتية والمناعة المكتسبة تعتمدان على مدى
إمكانية نظام المناعة للتفرقة بين الجزيئات الشخصية والجزيئات الغريبة عن الجسم.
ومن وجهة
نظر المناعة :
الجزيئات الشخصية هي تلك المركبات المكونة لجسم الكائن
الحي ويمكن لنظام المناعة معرفتها والتفرقة بينها وبين مواد غريبة وبالعكس، الجزيئات
الغريبة عن الجسم هي الجزيئات التي يتعرف جهاز المناعة عليها كمواد غريبة. أحد أصناف
الجزيئات الغريبة عن الجسم تسمى مستضد ، وهو يعرف بأنها مواد ترتبط بمستقبل مناعي معين
وتتسبب في استجابة مناعية .
.
علم المناعة :
هو العلم الذي يدرس بنية ووظيفة الجهاز المناعي. أنها تنبع من الطب والدراسات منذ القديم في بحث عن أسباب الحصانة ضد المرض
1- تعريف جهاز المناعة :
يتكوّن الجهاز المناعي من العديد من الأعضاء
والخلايا والبروتينات إذ يشمل خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والبروتينات
والجهاز الليمفاوي والطحال والغدة الزعترية ونخاع العظم، ويقوم كل جزءٍ منها بمهمة
محددة تهدف إلى التعرّف على الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات والقضاء
عليها والدفاع معًا ضد إصابة الجسم بالعدوى ولضمان توفير استجابة مناعية سريعة،
فإن مكونات الجهاز المناعي تنتشر في جميع أنحاء الجسم، إذ تنتقل الخلايا المناعية
عبر مجرى الدم والأوعية الليمفاوية كما تشكّل العقد الليمفاوية والطحال هياكل لتسهيل
الإتصال بين خلية وأخرى، كما إن الاستجابة المناعية تنقسم إلى فئتين رئيسيتين هما؛
المناعة الفطرية والتي تمثل الاستجابة الأولية السريعة وتوجد لدى الإنسان منذ
الولادة وتشمل خلايا العدلات والوحيدات وهي التي تقوم على تنبيه المناعة المكتسبة
أو التكيّفية، والتي تتضمن بدورها الخلايا البائية والتائية والتي تتميز قدرتها
على محاربة الجراثيم الجديدة وتكوين ذاكرة مناعية.
* أهم مكونات جهاز المناعة :
ما هي أهم مكونات جهاز المناعة؟
يتكون الجهاز المناعي من العديد من الأجزاء التي تعمل كجيش متكامل الأركان
لمقاومة الأعداء، ومن أهم مكوناته التي تقوم بالأدوار الأساسية في الجسم:
1. الخلايا
الليمفاوية : تعتبر الخلايا
الليمفاوية صاحبة المهمة الأصعب في الجهاز المناعي، وهي عبارة عن شبكة من الأنابيب
الرفيعة الممتدة في جميع أنحاء الجسم وتحتوي على سائل، ومن أهم وظائفها أنها تقوم
بإلتقاط الخلايا الميتة والجراثيم، ثم يتم ترشيح هذا السائل للتخلص من العدوى.
2. نخاع العظام : نخاع العظام هو عبارة عن نسيج لين موجود داخل
العظام، ويحتوي على خلايا جذعية تنضج وتتطور لتكون خلايا الدم الحمراء والبيضاء
والصفائح الدموية، وتتمثل وظيفة نخاع العظام في تكوين أجسام مناعية مع بقية مراكز
المناعة لمحاربة العدوى والأمراض والجراثيم.
3. الخلايا
البالعة : لها اسم اخر
وهي الخلايا الأكولة، وهي عبارة عن خلايا تقوم بتناول الجسم الغريب أو الميكروب
الذي يلتصق بالأجسام المضادة، ثم تقوم بالتهام كافة الخلايا التي سقطت خلال معركة
المقاومة بين الأجسام المضادة والميكروبات التي تهاجم الجسم لتنظفه.
4. الأجسام
المناعية المضادة : في حالة غزو
الميكروبات للجسم، فهناك أجسام تعمل بمثابة قرون استشعار تدرك هذا الغزو الميكروبي
لتبلغ بها الخلايا الليمفاوية لتحثها على إنتاج الأسلحة الدفاعية ضد هذه
الميكروبات.
·
تتألف هذه الأسلحة من بروتينات وظيفتها
الأساسية هي مقاومة الميكروبات التي تسبب تلف أنسجة الجسم، وهذه البروتينات تسمى
الأجسام المناعية المضادة.
* عمل الجهاز المناعي :
كيف
يعمل جهاز المناعة؟
-
معادلة الخلايا الغريبة التي تدخل الجسم والقضاء عليها، مثل الفيروسات والبكتيريا
والفطريات .
- التعرف
على السموم والمواد الضارة من البيئة التي تدخل الجسم .
- محاربة خلايا الجسم نفسه التي تغيرت نتيجة المرض، مثل الخلايا السرطاني .
أنواع المناعة في جسم الإنسان :
تجدر
الإشارة إلى أنَّ هناك ثلاثة أنواع لمناعة الإنسان، المناعة الطبيعية، والمناعة
المكتسبة، والمناعة المستعارة، وفيما يلي بيان لأنواع المناعة المختلفة :
أ/
المناعة الطبيعية: يولد جميع الأشخاص بمناعة طبيعية أو فطرية، وهي نوع حماية عام
للإنسان، على سبيل المثال: الجلد حيث يعمل كحاجز يمنع دخول الجراثيم إلى الجسم،
كما يساعد عذا النوع من المناعة الجهاز المناعي على التعرّف على بعض الأجسام التي
تغزو الجسم على أنّها غريبة، وقد تكون خطير.
ب/ المناعة
المكتسبة:
وهي المناعة التي يكتسبها الإنسان وتتطور مع مرور
الوقت لديه خلال حياته وتقوم بحمايته من الجراثيم، حيث يُصنّع الجهاز المناعي
أنواعاً متنوعة من الأجسام المضادة لجراثيم مختلفة عند التعرض إليها لأول مرة،
وبعد ذلك تهاجم الأجسام المضادة أياً من هذه الجراثيم إذا دخلت الجسم مرة أخرى،
بمعنى آخر يمكن القول أنّ الجهاز المناعي يتذكر أعدائه السابقين ويقضي عليهم من
خلال الأجسام المضادة التي تتعرف عليهم. المناعة السلبية أو المناعة اللافاعلة حيث يستعير جسم الإنسان هذا
النوع من المناعة من مصدر آخر، ولكنّها لا تستمر إلى الأبد، فعلى سبيل المثال:
يستقبل الجنين وهو في رحم أمّه أجساماً مضادة من الأم عن طريق المشيمة، وعن طريق
حليب الثدي أثناء الرضاعة، حيث تساعد المناعة المستعارة على حماية الطفل من أنواع
معينة من العدوى خلال السنوات المبكرة الأولى من حياته.
ج/ التحصين
(مناعة سلبية): وذلك عن طريق اللقاحات أو المطاعيم، وتتم عادة عن طريق حقن
مستضد لأحد الجراثيم أو جرثومة ضعيفة في الجسم، بهذه الطريقة لا يمرض الشخص،
وإنّما ينتج جهازه المناعي أجساماً مضادةً تتعرف على هذا النوع المحدد من
الجراثيم، لتقضي عليها إذا تعرّض لها الجسم في المستقبل.
1- تعريف الخلايا المناعية :
ما هي الخلايا المناعية؟
يتضمن الجهاز المناعي
أنواعًا متعددة من الخلايا التي تعمل معًا على حماية الجسم ومساعدته في محاربة
العدوى والأمرض الأخرى، وتتطور الخلايا المناعية من الخلايا الجذعية الموجودة في
نخاع العظم فتشكّل نوعين رئيسيين من الخلايا المناعية هما؛ خلايا الدم البيضاء
والتي تشمل العدلات والحمضات والخلايا القاعدية والخلايا البدينة والوحيدات
والخلايا الأكولة الكبيرة والخلايا التغصنية ذات الزوائد والخلايا القاتلة
الطبيعية، بالإضافة إلى الخلايا الليمفاوية التي تشمل الخلايا البائية والخلايا
التائية، ومثلما يتكون الجيش من مجموعة من الجنود الذين يقاتلون معًا فإن الجهاز
المناعي يتكون من هذه الخلايا جميعها والتي تقوم معًا على الدفاع عن الجسم ضد
الأجسام الغازية، وكما إن لكل واحدٍ من الجنود وظيفة معيّنة فإن الأنواع المتعددة
من الخلايا المناعية تقوم على وظائف مختلفة.
2- مواقع تواجد الخلايا
المناعية:
أين توجد هذه الخلايا؟
تنتشر
الخلايا المناعية في جميع أنحاء الجسم لتوفير استجابة مناعية سريعة إذ يتولى جهاز
الدوران نقل الخلايا والبروتينات من جزءٍ إلى آخر في الجسم عبر الدم، ويعدّ الكبد
العضو الرئيس المسؤول عن إنتاج بروتينات النظام المتمم في الجهاز المناعي،
بالإضافة لاحتواءه على عدد كبير من الخلايا البلعمية، كما إن اللوزتين عبارة عن
مجموعة من الخلايا الليمفاوية ومحلّها الحلق، وفيما يأتي سيتم الحديث عن أهم
المواقع التي توجد فيها الخلايا المناعية:
أ/ العقد الليمفاوية:
هي أنسجة صغيرة على شكل
حبة الفاصولياء تقوم على إنتاج وتخزين الخلايا التي تكافح العدوى والأمراض، وهي
أحد أجزاء الجهاز الليمفاوي ويشمل أيضا؛ نخاع العظم، والطحال، والغدة الزعترية،
والغدد الليمفاوية، وتحتوي العقد الليمفاوية على السائل الليمفاوي وهو السائل
الشفاف الذي ينقل الخلايا المناعية إلى أجزاء الجسم المختلفة.
ب/ الطُّحال:
هو أكبر أعضاء الجهاز
الليمفاوي يقع على الجانب الأيسر من الجسم تحت الضلوع وفوق المعدة، ويحتوي على
خلايا الدم البيضاء كما إنه يساعد في التحكم في كمية الدم في الجسم والتخلص من
خلايا الدم الكبيرة أو التالفة.
ج/ نخاع العظام:
هو النسيج الأصفر الموجود
داخل الأجزاء الإسفنجية من بعض العظام مثل عظام الورك والفخذ، ويحتوي على الخلايا
الجذعية ومنها يقوم نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم البيضاء.
د/ الغدة الزعترية:
تقع هذه الغدة أسفل عظمة
الصدر وجاءت تسميتها لكونها تشبه ورقة الزعتر، ومن الملاحظ أنها تكون كبيرة الحجم
عند الرضّع وتستمر في النمو حتى سن البلوغ ومن ثم تبدأ في التقلص ببطء وتحل محلها
الدهون مع التقدم في العمر، وهذه الغدة هي الحاضنة التي تَنضج فيها الخلايا
المناعية التائية، كما إنها قد تحفز أو تحافظ على إنتاج الأجسام المضادة، والتي
يمكن أن تؤدي إلى صعف العضلات.
3- منشأ الخلايا المناعية :
من أين تنشأ الخلايا المناعية ؟
إن العناصر الخلوية للدم بما في ذلك خلايا الدم الحمراء والصفائح
الدموية وخلايا الدم البيضاء المناعية جميعها تنبثق من نفس الخلايا السليفة، وهي
الخلايا الجذعية حيث يتكوّن الدم في نخاع العظم، ويعدّ السلف النخاعي هو سلف كل من
الخلايا المحببة والبلاعم والخلايا التغصنية والخلايا البدينة في الجهاز المناعي،
ويتم تزويعها على جميع أنسجة الجسم إذ تلعب دورًا أساسيًا في المناعة الفطرية، كما
يوجد في نخاع العظم السلف الليمفاوي الذي ينشأ عنه الخلايا الليمفاوية البائية
والتائية، حيث تنشأ في الأساس كخلايا صغيرة غير متمايزة مع بعض العضيات
السيتوبلازمية والكثير من الكروماتين النووي غير النشط، ولا تمتلك هذه الخلايا أية
نشاطٍ وظيفي حتى تواجه المستضد، ومن هنا يتم تحفيز تكاثرها وتمييز خصائصها
الوظيفية، كما إن الخلايا اللميفاوية بنوعيها تنشأ في نخاع العظم لكن الخلايا
البائية فقط تنضج هناك وتهاجر الخلايا التائية إلى الغدة الزعترية، حيث تنضج ومن
ثم تدخل الخلايا الليمفاوية مجرى الدم ومنه يهاجرون إلى الأعضاء الليمفاوية
الطرفية.
4- أنواع الخلايا المناعية:
خلايا
الجهاز المناعي إلى جانب الأنسجة والبروتينات شبكة واسعة تنتشر في جميع أنحاء
الجسم وتقوم على البحث المستمر عن مسببات الأمراض من بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات،
مما يستدعي إنطلاق استجابة مناعية مباشرة وإرسال إشارات إلى الخلايا المناعية
الأخرى...
الخلايا
المحببة هي أحد أنواع الخلايا البيضاء وتشمل الخلايا القاعدية والحمضات والعدلات،
وتسمّى خلايا محببة لاحتواءها على حبيبات في السيتوبلازم شديدة السميّة للبكتيريا
والفطريات، مما يسبب توقفها عن التكاثر أو الموت عند التلامس، ويُنتج نخاع العظم
لدى الشخص البالغ حوالي 100 مليار من خلايا العدلات يوميًا وعادةً ما تكون العدلات
هي أول الخلايا الواصلة إلى موقع الإصابة، وتتنقل باستمرار عبر مجرى الدم ويمكن
لها أن تقتل البكتيريا أوتبتلعها مما يؤدي إلى تحللها داخل حجيراتٍ خاصة تسمّى
الحويصلات، وبالمجيء إلى الخلايا القاعدية والحمضات فهي المسؤولة عن الدفاع ضد
الطفيليات كما إنها الخلايا المعنيّة في تفاعل الحساسية، إذ تفرز الخلايا القاعدية
الهستامين وتقوم على مهاجمة الطفيليات متعددة الخلايا وتفرز الحمضات مجموعة من
البروتينات عالية السمية والجذور الحرة التي تقتل البكتيريا والطفيليات، ولكنها
أيضًا تؤدي إلى تلف الأنسجة أثناء تفاعلات الحساسية وتشكّل الحمضات 1-6% فقط من
خلايا الدم البيضاء.
أ/ الخلايا التغصّنية :
هي
خلايا مقدمة للمستضد تتطور من الوحيدات وتمتلك زوائد، والمستضدات هي جزيئات من
مسببات الأمراض والمواد المسببة للحساسية يتم التعرف عليها من قبل الخلايا
المناعية التكيّفية، وذلك من خلال معالجة الجزيئات الكبيرة إلى أجزاء قابلة
للقراءة أي مستضدات معترف بها من قبل الخلايا البائية والخلايا التائية، وتقع هذه
الخلايا في الأنسجة ويمكنها الاتصال بالبيئات الخارجية من خلال الجلد والبطانة
المخاطية الداخلية للأنف والرئتين والمعدة والأمعاء.
ب/ الخلايا القاتلة
الطبيعية :
أحد الخلايا الليمفاوية التي تتميز بخواص مناعية
فطرية ومكتسبة في آن واحد، وهي مهمة للتعرف على الخلايا المصابة بالفيروس أو
الخلايا السرطانية وقتلها إذ تحتوي على حجيرات فيها حبيبات مليئة بالبروتينات
تشكّل ثقوبًا في الخلايا المضيفة لمسببات الأمراض من أجل منع انتشار العدوى، كما
إنها المسؤولة عن عملية موت الخلايا المبرمج التي تمكّن الخلايا المناعية من إزالة
الخلايا المصابة بشكلٍ خفيّ دون المساس بالخلايا الأخرى.
ج/ الخلايا البلعمية :
تتضمن الخلايا البدينة والعدلات والخلايا
الأكولة الكبيرة والوحيدات التي تتطور إلى خلايا البالعة، وتتواجد في مجرى الدم
والأنسجة لابتلاع البكتيريا والفيروسات وتقوم على تنسيق اللاستجابة المناعية من
خلال إخطار الخلايا المناعية الأخرى، ويمكن للخلايا الأكولة الكبيرة التحرك عبر
جدران الأوعية الشعرية خارج الدورة الدموية لاصطياد مسببات الأمراض، أما الخلايا
البدينة فتتواجد في الأغشية المخاطية والأنسجة الضامة وهي مهمّة لشفاء الجروح، إذ
تُطلق سيتوكينات وحبيبات تحتوي على وسائط كيميائية مثل الهستامين لتشكّل تفاعلاً
التهابيًا يتضمن اتساع الأوعية الدموية، وزيادة تدفق الدم لإيصال الخلايا إلى
منطقة العدوى.
د/ الخلايا الليمفاوية :
تشمل الخلايا البائية والخلايا التائية وتمثّل
الاستجابة المناعية التكيفية والتي يمكنها التمييز بين أنواع البكتيريا ومعرفة
فيما لو أصابت الجسم من قبل، إذ تحتوي كل خلية من الخلايا البائية مستقبلاً فريدًا
على سطحها يرتبط بأحد أجزاء مسبب المرض يسمّى المستضد، وعندها تطلق الخلايا
البائية أجسامًا مضادةً خاصة بهذا النوع من مسبب المرض، كما تنشئ خلايا ذاكرة
لتستطيع التعرف على المستضد في المستقبل، أما الخلايا التائية فهي تتكون في النخاع
العظمي وتتمايز في الغدة الزعترية إذ تبدأ بالتنامي والتعبير عن مستقبلات الخلايا
التائية، كما إن بعض الخلايا التائية يحمل مستقبل CD4 والبعض الآخر
يحمل مستقبلات تسمى CD8، مما يمكن الخلايا
التائية من التعرّف على المستضدات المرتبطة ببعض جزيئات المستقبل، ولا يمكنها الارتباط
مباشرة بالمستضدات.
* الخلايا القاتلة التائية :
وهي الخلايا الليمفاوية
السامة إذ تهاجم الخلايا المصابة والمفيدة بشكلٍ خاص في مكافحة العدوى الفيروسية،
وتعمل من خلال التعرّف على أجزاء صغيرة من الفايروس خارج الخلايا المصابة ثم
تدمرها.
5- وظائف الخلايا
المناعية:
بماذا تفيد الخلايا المناعية الجسم؟
يقوم
جهاز المناعة على حماية الفرد من عدد لا يحصى من الكائنات الحية الدقيقة المسببة
للأمراض، ويجب أن يكون نظام الاستجابة المناعية شديد التنظيم لمنعه من مهاجمة
خلاياه الذاتية، مما يسبب أمراض المناعة الذاتية، ومن هنا تأتي أهمية بعض الخلايا
الليمفاوية المثبطة للمناعة لكونها ضرورية في الحفاظ على التوازن المناعي في
الإنسان، ويوجد عدة وظائف أخرى للخلايا المناعية، منها:
* تمكّن الخلايا المناعية
الجهاز المناعي من التمييز فيما لو كانت الخلايا ذاتية أو غير ذاتية عن طريق الكشف
عن البروتينات الموجودة على سطح جميع الخلايا، إذ يتجاهل الخلايا الذاتية الخاصة
بالجسم، ويميّز أن المستضد هو أي مادة تثير الاستجابة المناعية، إذ قد تكون بكتيريا
أو فطريات أو سُم أو فيروس أو أي جسم غريب.
* عند جرح أو إصابة أحد الأنسجة تتراكم خلايا العدلات في موقع
الإصابة ويتم التواصل مع الخلايا الأخرى لتشكيل أسراب خلوية من خلال الحركة
المنسقة وتبادل الإشارات مما يوجّه الخلايا المناعية الفطرية الأخرى مثل؛ الخلايا
الأحادية، والبلعمية على تطويق خلايا العدلات لتشكيل ختم ضيق على الجروح.
* تقوم خلايا الوحيدات بالدوران في الدم ولديها القدرة على ابتلاع
وتدمير البكتيريا، كما إن لديها وظائف أخرى غير مناعية، وبدون الحاجة إلى تنشيط
الاستجابة المناعية مثل إزالة الحطام الخلوي وإعادة تدوير الخلايا الميتة مثل
خلايا الدم الحمراء.
* تكشف الخلايا البائية
المستضدات وتقدمها للخلايا التائية.
تفرز الخلايا البائية
أجسامًا مضادة وهي بروتينات خاصة ترتبط بمستضدات معينة وتنتمي إلى مجموعة كبيرة من
المواد الكيميائية تعرف باسم الغلوبين
المناعي، والذي يلعب عدة أدوار في الاستجابة المناعية وهي كالآتيIgG يرتبط بالميكروبات ويشير إليها بعلامة الموت مما يمكّن الخلايا الأخرى من
التعرف عليها والتعامل معها. IgM يقتل
البكتيريا. IgA يتجمع في السوائل مثل الدموع
واللّعاب، لحماية مداخل الجسم. IgE يحمي من
الطفيليات ومسؤول عن تفاعل الحساسية. IgD يبقى مرتبطًا
بالخلايا البائية الليمفاوية لمساعدتها في بدء الاستجابة المناعية. تقوم الخلايا
التائية المساعدة على تنسيق الاستجابة المناعية إذ تتواصل مع الخلايا الأخرى فيقوم
بعضها عى تحفيز الخلايا البائية لإنتاج المزيد من الأجسام المضادة، ويجذب البعض
الآخر المزيد من الخلايا التائية أو الخلايا البلعمية.
6- أهمية الخلايا المناعية :
يعدّ جهاز المناعة البشري أفضل خط دفاع ضد
الخلايا السرطانية والفيروسات التاجية مثل فيروس كورونا المستجد والعديد من
الأمراض الأخرى المرتبطة بالشيخوخة، حتى إن اللقاحات تكون نافعة فقط في حال وجود
كمية كافية من الخلايا التائية السليمة والفعالة وظيفيًا في جسم الإنسان، وفيما
يأتي بعض النقاط التي تشير إلى أهمية الخلايا المناعية:
تعد الخلايا القاتلة الطبيعية مهمة في منع نمو
الخلايا السرطانية والدفاع ضد الفيروسات وخاصةً فايروس الهربس وفيروس إبشتاين بار
وفيروس الحماق.
تعدّ السيتوكينات أحد البروتينات المهمة في
الجسم إذ تنتجها الخلايا المناعية استجابةً لوجود تهديد، إذ تعمل كهرمونات في
الجهاز المناعي وتشكّل شبكة اتصالات بين الخلايا.
الخلايا الأكولة الكبيرة مهمة في حالات العدوى
بطيئة النمو، أو الالتهابات المزمنة، ويمكن أن تتأثر بالخلايا التائية وتتعاون
معها في قتل الكائنات الحية الدقيقة، كما إنها تعيش لمدة أطول من خلايا العدلات.
إن الأجسام المضادة من نوع IgM هي أول الأجسام المضادة التي يتم
تكوينها كاستجابة للعدوى، لذا فهي مهمة للغاية لكونها المسؤولة عن الحماية خلال
الأيام الأولى من التعرض للعدوى.
7- خطة عمل الجهاز المناعي :
·
تتطلب الاستجابة المناعية الناجحة تجاه
الأجسام الغازية المراحل التالية:
- التعرف على الكائن أو الجسم
الغريب
-
التفعيل والتعبئة
-
التنظيم
-
إنهاء الاستجابة
أ- التعرف على الكائن الغريب : ينبغي على
الجهاز المناعي التعرف على الكائنات والأجسام الغريبة أولًا كي يستطيع مكافحتها. بمعنى آخر، يجب أن يكون الجهاز المناعي
قادرًا على التمييز بين ما هو ذاتي وغير ذاتي. يمكن للجهاز المناعي أن يقوم بهذه المهمة، لأن جميع الخلايا تمتلك جزيئات
تعريف على أسطحها الخارجية.
يجري التعرف على الكائنات الحية الدقيقة من خلال جزيئات التعريف الموجودة
على سطحها.
يُطلق على جزيئات التعريف الذاتي الأكثر أهمية اسم مستضدات الكريات البيض البشرية human leukocyte antigens (HLA)، أو مجمع التوافق النسيجي الرئيسي major histocompatibility complex (MHC)
تُدعى جزيئات HLA بالمستضدات، لأنه إذا جرى زرعها، كما هيَ
الحال في زرع الكلى أو الطعوم الجلدية، فيمكن أن تثير استجابة مناعية لدى الشخص
المستقبل. يمتلك كل شخص
تركيبة مميزة من مستضدات الكريات البيض البشرية HLAs. يتعرف الجِهَاز المَناعَي عند كل شخص على المستضدات الخاصة بالجسم، فلا
يهاجمها. أما الخلايا
التي تحتوي على أسطحها جزيئات مختلفة عن الجزيئات الموجودة على أسطح الخلايا التي
تنتمي للجسم نفسه فيجري التعرف عليها على أنها أجسام غريبة. بناءً على ذلك، يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة
تلك الخلايا. قد تكون هذه
الخلايا من نسيج مزروع أو من خلايا الجسم نفسه التي أصيبت بعدوى من كائن غريب أو
تغيرت بسبب السرطان.
(جزيئات HLSهي ما يحاول
الأطباء مطابقته عند الحاجة لزرع الأعضاء عند مريض ما).
·
يمكن لبعض الكريَّات البيض - الخلايا البائية- أن تتعرف على الكائنات الغازية بشكل مباشر. في حين تحتاج أنواع أخرى من الكريات البيض -الخلايا التائية- لمساعدة من خلايا تُدعى بالخلايا المقدمة
للمستضد antigen-presenting
cells:
-
تقوم الخلايا المُقدمة للمستضد بابتلاع
الكائن الغازي وتجزئته إلى أشلاء.
-
بعد ذلك، تقوم الخلية المُقدمة للمستضد بضم
أشلاء المستضد الأجنبي مع جزيئات مستضد الكريات البيض البشرية HLA الخاصة بخلايا الجسم.
-
ثم يجري نقل مزيج أشلاء المستضد وجزيئات HLA إلى سطح
الخلية.
-
ترتبط الخلية التائية التي تمتلك على سطحها
مستقبلاً موافقاً بجزء من مستضد HLA الذي يُقدم أشلاء المستضد الأجنبي، كما هيَ
الحال في القفل والمفتاح.
-
بعد ذلك يَجرِي تنشيط الخلايا التائية وتبدأ
بمهاجمة الكائنات الغازية التي تحمل هذا المستضد.
كيف يمكن للخلايا التائية أن تتعرف على المستضدات ؟
تُعد الخلايا التائية جزءًا من نظام المراقبة في الجهاز المناعي. تنتقل الخلايا التائية عبر المجرى الدَّموي
والجهاز اللِّمفَي.
وعندما تصل إلى العُقَد اللِّمفِية أو جهاز لِّمفَي ثانوي آخر، فتقوم
بالبحث عن الأجسام الأجنبية (المستضدات) في الجسم. ولكن، قبل أن تتمكن من التعرف بشكل كامل على المستضد الأجنبي والتعامل
معه، ينبغي معالجة المستضد وتقديمه إليها عن طريق نوع آخر من الكريَّات البيض،
يسمى الخلايا المقدمة للمستضد.
تتكون الخلايا المقدمة للمستضد من الخلايا التغصنية dendritic cells (التي هي
الأكثر فعالية)، والبالعات
الكبيرة، والخلايا البائية.
ب- التفعيل والتعبئة : يجري تفعيل الكريَّات البيض عندما تتعرف على
الأجسام الغازية.
على سبيل المثال، عندما تقوم الخلية المقدمة للمستضد بتقديم أشلاء المستضد
المرتبطة ب مستضدات الكريات البيض البشرية إلى الخلايا التائية، تقوم الخلايا
التائية بالارتباط بتلك الأشلاء ويتفعل نشاطها. أما الخلايا البائية فيمكن تفعيلها مباشرة من قبل الكائنات الغازية. بمجرد تفعيلها، تقوم كريات الدَّم البيضاء
بابتلاع أو قتل الكائن الغازي أو كلا الأمرين معًا. عادة ما تتطلب الحاجة أكثر من نوع واحد من الكريَّات البيض للقضاء على
الكائنات الغازية.
تقوم الخلايا المناعية، مثل البالعات الكبيرة والخلايا التائية المُفعّلة
بتحرير المواد التي تجذب الخلايا المناعية الأخرى إلى موضع الاشتباك مع الكائنات
الأجنبية، مما يؤدي إلى تعبئة القوى الدفاعية ضدها. وقد تقوم الكائنات الغازي نفسها بتحرير مواد تجذب الخلايا المناعية إلى
مكان وجودها.
ج- التنظيم : من الضروري
تنظيم الاستجابة المناعية لمنع حدوث ضرر كبير للجسم، كما يحدث في اضطرابات المناعة
الذاتية. تساعد الخلايا
التائية (الكابتة) التنظيمية على التحكم في الاستجابة عن طريق
إفراز السيتوكينات (المراسيل
الكيميائية للجهاز المناعي)
والتي تثبط الاستجابة المناعية. تمنع هذه الخلايا الاستجابة المناعية من الاستمرار إلى أجل غير مسمى.
د- إنهاء الاستجابة : ينطوي إنهاء
الاستجابة على أسر الكائنات الغازية والتخلص منها خارج الجسم. وبعد التخلص من الكائنات الغازية، تتموت معظم
الكريَّات البيض من تلقاء نفسها ويجري ابتلاعها. أما الكريات البيض التي تبقى فيُطلق عليها اسم خلايا الذاكرة. يحتفظ الجسم بخلايا الذاكرة، والتي تكون
جزءًا من المناعة المكتسبة، بهدف تذكر الكائنات الغازية بشكل خاص، والاستجابة لها
بشكل أكبر في حال حدوث مواجهة أخرى مستقبلًا.
8- أمراض جهاز المناعة :
فيما
يأتي ذكر لأنواع الأمراض المختلفة التي يمكن أن تصيب جهاز المناعة:
أ/ نقص أو ضعف المناعة: قد يكون نقص المناعة حالة مؤقتة أو دائمة، حيث
يمكن أن يحدث نقص مؤقت في المناعة عند التعرض لبعض العوامل التي تضعف المناعة:
مثل: الحمل، واستخدام بعض أنواع الأدوية التي تثبط المناعة، كما أنّ الإصابة بأحد
أنواع العدوى الشائعة يمكن أن تضعف جهاز المناعة بشكل مؤقت مثل: بكتيريا كثيرة
الوحيدات العدائية، والإنفلونزا، وفي المقابل بعض الأنواع الأخرى من العدوى قد
تسبب ضعفاً شديداً ودائماً في الجهاز المناعي مثل: فيروس العوز المناعي البشرالذي
يسبب مرض الإيدز ويقضي على الخلايا التائية في الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم
عرضة للإصابة بأنواع العدوى المختلفة، ومن الأمثلة الأخرى على الأمراض التي تسبب
نقصاً أو ضعفاً دائماً في المناعة أمراض نقص المناعة الأولية؛ وهي اضطرابات جينية وراثية
في جهاز المناعة، يكون الفرد مصاباً بها منذ ولادته، وعلى الرغم من وجود ما يزيد
عن 150 نوعاً مختلفاً من هذه الأمراض إلا أنّها نادرة.
ب/ مرض المناعة الذاتية: يتمثل مرض المناعة الذاتية بمهاجمة الجهاز
المناعي الأنسجة الطبيعية والصحيَّة في الجسم عن طريق الخطأ، وسبب حدوث ذلك غير
معروف، ولا أحد يعرف السبب بالتحديد، لكنه قد يكون مزيج من العوامل الجينية
والبيئية، ومن الأنواع الشائعة لأمراض المناعة الذاتية: التهاب المفصل
الروماتويدي، ومرض السكري النوع الأول، وداء الذئبة.
ج/ فرط نشاط الجهاز المناعي: حيث يُولد الشخص بجينات معينة تتسبب في استجابة
الجهاز المناعي وتحسس الجسم من مواد بيئية عادًة ما تكون غير مؤذية مثل: الغبار،
وحبوب اللقاح، وبعض الأطعمة، وتسمى هذه المواد مسببات الحساسية))، ومن أكثر الأمثلة
الشائعة لمرض فرط نشاط الجهاز المناعي هي الأنواع المختلفة من الحساسية التي يعاني
منها بعض الأفراد، ومن الجدير بالذكر أنَّ الربو، والأكزيما، والتهاب الأنف
التحسسي، وحساسية الطعام هي أيضاً حالات الناجمة عن فرط نشاط الجهاز المناعي.
9- تقوية جهاز المناعة :
تجدر الإشارة إلى أنَّه من الصعب معرفة كيفية
تقوية وتعزيز جهاز المناعة لعدة أسباب أولها أنَّه جهاز؛ أي يتألف من عدة أجزاء
يجب أن تعمل جميعها بتوازن وانسجام لكي يعمل الجهاز بكفاءة، ولا يزال هناك الكثير
مما لا يعرفه الباحثون عن تعقيدات الاستجابة المناعية وترابطها، ولم يستطع العلماء
حتى الآن تقديم إثباتات علمية على العلاقة بين نمط أو نظام الحياة للفرد وتعزيز
كفاءة الجهاز المناعي، إلّا أنّهم ما زالوا يدرسون تأثير نمط الحياة مثل الغذاء
الصحي، والتمارين الرياضية، والتوتر النفسي، وعوامل أخرى على الاستجابة المناعية
للإنسان والحيوان، وحتى ذلك الوقت يمكن اتباع استراتيجيات الحياة الصحية بشكل عام
والتي قد يكون لها دور في تقوية وتعزيز جهاز المناعة،
وفيما
يأتي بيان لبعض منها:
اختيار الأطعمة الكاملة وغير المصنعة: ومن الأطعمة التي قد تساعد على تعزيز وتقوية جهاز
المناعة :الثوم، والأطعمة الغنية بفيتامين س ، والفواكه والخضار الغنية
بمضادات الأكسدة مثل: التوت والسبانخ، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالبريبيوتيك مثل:
الخرشوف والموز، والتي تساعد على تعزيز بكتيريا الأمعاء النافعة.
الحصول على قدر جيد من النوم: حيث يحتاج الشخص للحصول على قدر جيد من النوم،
يُقدّر بحوالي 7-8 ساعات في كل ليلة لتعزيز صحة ومناعة الجسم.
التأمل: فحتى خمس دقائق من التأمل الموجه، أو الجلوس
بهدوء والتركيز على التنفس بعمق قد تصنع فرقًا في صحة الشخص.
ممارسة التمارين الرياضية: حيث تزيد ممارسة الرياضة من مرونة الشخص، وقد
تزيد من كفاءة الجسم في محاربة العدوى، بالإضافة إلى أنَّ أجهزة جسم الإنسان
المختلفة تعمل بكفاءة أكبر إذا كان الفرد يمارس الأنشطة الجسدية بشكل منتظم.
تناول
المكملات الغذائية المعززة للمناعة: فبعض المكملات الغذائية التي يمكن الحصول عليها
من الصيدليات قد تساعد على تعزيز المناعة مثل: المكملات التي تحتوي على فيتامين
ب6، أو فيتامين C، أو فيتامين E، كما يُعدّ
فيتامين د مهماً لعمل الجهاز المناعي، ويعاني الكثير من الأشخاص من نقص في فيتامين
د، ولذلك ينصح بالإضافة إلى التعرض للشمس بفحص مستوى فيتامين د، وتناول مكملات أو
أقراص فيتامين د إذا وجد مستوى فيتامين د منخفضاً. استخدام بعض أنواع الزيوت العطرية: تحتوي بعض الزيوت على خصائص مضادة للفيروسات،
وبعضها له تأثير مهدئ، ومن الأمثلة عليها: زيت اليوكاليبتوس وزيت شجرة الشاي، لذلك
قد تساعد بعض الزيوت العطرية على حماية الإنسان من الإصابة بالفيروسات كما تساعد
على تخفيف القلق وتحسن النوم.
ممارسات خاطئة تضعف المناعة :
قد يسيء الشخص لنفسه ويُضعف صحته بدون أن يشعر
بسبب بعض العادات اليومية والممارسات الخاطئة التي تسبب في إضعاف جهاز المناعة،
فكما أن الغذاء الصحي والحصول على قسط كافٍ من النوم والحفاظ على نظافة الأيدي
جميعها ممارسات تساهم في الحماية من الفايروسات والجراثيم، فمن غير المستغرب أن
تكون الممارسات المعاكسة مؤذية وتضر بصحة الجسم، ومن هذه المماسات ما يأتي:
أ- الضغط
العصبي:
إن التعرض لفترات طويلة من الضغط العصبي وسوء
إدارة الإجهاد يؤثر بشكلٍ سلبي على جهاز المناعة، فالإجهاد يعزز إنتاج هرمون
الكورتيزول في الدماغ والذي يُضعف بدوره وظيفة الخلايا التائية.
ب- الشعور بالوحدة:
نشرت مجلة علم المناعة العصبية الدراسات التي
أجريت على الفئران، والتي تشير إلى أن زيادة القلق المرتبط بالوحدة يؤدي إلى قمع
جهاز المناعة ويزيد من الإجهاد التأكسدي أو الضرر الناجم عن الجذور الحرة. للحصول
على مزيد من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: تأثير الحالة النفسية على جهاز
المناعة.
ج- نمط الحياة الخامل:
إن قلة النشاط البدني والجلوس المفرط تؤثر على
قدرة الجسم على مكافحة العدوى إذ تضعف جهاز المناعة وتؤدي إلى حدوث الالتهابات
والأمراض المزمنة، كما أشارت أحد الدراسات أن نمط الحياة الخامل يرتبط بزيادة خطر
الوفاة المبكرة.
د- التمرين المفرط:
قد تؤدي ممارسة التمارين الشاقة إلى متلازمة فرط
التدريب والتي تجعل الجسم أضعف وأكثر عرضة للعدوى، إن النشاط البدني المنتظم
والمعتدل فقط يمكن أن يحافظ على صحة الجسم ويجعله أقل عرضة للفايروسات. النيكوتين
يزيد النيكوتين من مستويات الكورتيزول والذي يقلل بدوره من تكوين الأجسام المضادة
للخلايا البائية، كما يقلل استجابة الخلايا التائية للمستضدات.
ه- الأشعة فوق البنفسجية:
إن ارتفاع مستوى الأشعة فوق البنفسجية الضارة من
الشمس يؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الجلد وإعتام عدسة العين وضعف جهاز
المناعة، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن التعرّض للأشعة فوق البنفسجية يمكن
أن يؤثر على الخلايا المسؤولة عن تحفيز الاستجابات المناعية، مما يزيد من خطر
الإصابة بالعدوى.
و- النظام الغذائي:
إن اتّباع نظام غذائي غنيّ بالدهون المشبعة يؤدي
إلى ضعف جهاز المناعة، كما إن للملح والسكر تأثيراتٍ سلبية كذلك، وتؤثر السمّنة
على الجهاز المناعي من خلل تقليل عدد خلايا الدم البيضاء اللازمة لمكافحة العدوى،
وتحد من قدرتها على القيام بوظائفها.
م- الكحول:
إن الإفراط في شرب الكحول تؤدي إلى تقليل
الإستجابة المناعية لمسببات الأمراض، إذ إن الكحول يضعف من عملية مهاجمة البكتيريا
والفيروسات والقضاء عليها.
ل- الحزن:
إن التعرّض لموقفٍ محزن ومأساوي يمكن أن يضعف
الاستجابة المناعية في الجسم من خلال تعزيز إنتاج المواد الكيميائية العصبية
والهرمونات التي تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية، إذ إن الهلع لمصابٍ ما
يرتبط بزيادة الاستجابة للكورتيزول واختلال التوازن المناعي.
أثر
التقدم بالسن في جهاز المناعة:
فيما
يأتي أثر التقدم في السن على جهاز المناع:
ضعف قدرة
الجهاز المناعي على التمييز بين خلايا الجسم الطبيعية والمواد الغريبة التي يتعرض
لها الجسم، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية.
بطء عمل
الخلايا الأكولة الكبيرة وهي أحد أنواع الخلايا المناعية، والتي وظيفتها القضاء
على بعض أنواع البكتيريا، والخلايا السرطانية، وغيرها، وقد يساهم هذا بزيادة
الإصابة بالسرطان والعدوى بين كبار السن.
بطء استجابة الخلايا التائية للمستضدات. قلة عدد
الخلايا الليمفاوية التي تستجيب للعدوى البكتيرية.
احتمالية إنتاج استجابة مناعية غير مكتملة للعدوى
البكتيرية في الشيخوخة.
قلة
قابلية ارتباط الجسم المضاد بالمستضدات؛ فعلى الرغم من أنّ عدد الأجسام المضادة في
الجسم لا يقل بشكل كبير مع التقدم في السن، إلا أنَّ التقدم في السن قد يساهم في
قلة قابلية الارتباط بين الأجسام المضادة والمستضدات التي يتعرف الجهاز المناعي من
خلالها على المواد المسببة للعدوى، مما يساهم في زيادة حالات الإصابة بالالتهاب
الرئوي، والإنفلونزا، والكزاز لدى كبار السن، وزيادة خطر الوفاة بسبب هذه الأنواع
من العدوى بين كبار السن، كما تفسر هذه التغييرات أيضًا سبب كون اللقاحات أقل
فعالية لدى كبار السن
- الخاتمة :
يُمثّل الجهاز المناعي أحد أجهزة الجسم التي تلعب دوراً مُهمّاً في
الوقاية من الأمراض ومسبّباتها، فهو ضروريّ من أجل الحفاظ على الصحة، والبقاء على
قيد الحياة، فبدونه يُصبح الجسم أكثر عُرضةً للإصابة بالفيروسات، والبكتيريا،
والطُفيليّات، وأمراضٍ أُخرى، وفي الحقيقة يتكوّن الجهاز المناعيّ من مجموعةٍ
مُختلفة من الخلايا، والأنسجة، والبروتينات، والأعضاء، موزّعة في جميع أنحاء
الجسم، وبشكلٍ عام، تَكمُن أهميّة الجهاز المناعي في قُدرته على التمييز بين أنسجة
الجسم السليمة والأنسجة الغريبة، بالإضافة إلى قُدرته على التعرّف على الخلايا
الميتة والخلايا التي تحتوي على أخطاء ويقوم بإزالتها، فهو يبحث باستمرار عن أيّ
عوامل تغزو الجسم ومن ثمّ يقوم بمُهاجمتها بشكلٍ مُعقّد والقضاء عليها.
قائمة المراجع :
1-دروس السنة الثالثة ثانوي – شعبة علمي - ( وحدة المناعة )
2- كتاب السنة الثالثة ثانوي (صفحة73-107)
https://mawdoo3.com -3
https://www.msdmanuals.com -4
https://www.webteb.com5-
6- مجلة حياتك https://hayatouki.com
7- (طبي) https://tamkiin.com
أكتب تعليقك و شاركنا برأيك